أسمحوا لي أن أقول صحفيين وليس صحافة فهناك فرق شاسع.



صحفيين لا صحافة

احمد جمعة

أسمحوا لي أن أقول صحفيين وليس صحافة فهناك فرق شاسع..                                 

الصحافة هي صحفيين بشر قبل أن تكون أجهزة وبنايات ومطابع وأحبار وأقلام، يخطى من يظن الصحافة مجرد أجهزة صماء وبنايات حديثة ومظاهر ودعايات صارخة ملوثة بأطناب الكلام المنافق، كلا.. ليست الصحافة تلك فهذه المواد الجامدة ليست سواء وسائل حيادية تستخدم في الخير والشر وبإمكان المطابع والأقلام أن تصبح وسيلة للخراب وبإمكانها أن تصبح وسيلة للبناء ومن هنا أقول بأن الصحافة مهنة الشرف لمن يعرف الشرف ومهنة الخيانة لمن يمتهن الخيانة، ولهذا الصحافة قبل أن تكون مواد ووسائل وورق هي ضمير بشري يملك الإحساس بنبض الشارع ويوغل في الجسارة والشجاعة في الدفاع عن الحق والوطن ولهذا يصبح الكاتب الصحفي أسطورة التعبير عن الحق مهما تكالبت الضغوط والتهديدات وحمله القلم بشرف للدفاع عن الوطن والثوابت الوطنية هي المغزى اليوم من الصحافة التي لا أعرفها إلا بأنها الكاتب المقاتل في سبيل الوطن وقد عرفت البحرين خلال المحنة الانقلابية وبعدها كتاباً وصحفيين أعطوا من عرقهم ومن جسارتهم ومن قلقهم ومعاناتهم ما يعطيه كثيرون يتبوءون  المناصب العليا في الدولة وفي السلطات الأربع التي منها السلطة الرابعة الصحافة والتي لم ينل الكتاب والصحفيين ما يستحقونه من الاهتمام من قبل الدولة  ما يوازي من ينتمون للسلطات الثلاث الأخرى باستثناء سمو رئيس الوزراء الذي لا يمر فيه يوم ولا مناسبة من دون أن يعطي الصحفيين والكتاب مقدارهم  ومكانتهم ولا يخلو حديث ولا فرصة من الإشادة بالصحفيين والكتاب وهذا ما عزى الصحفيين وخفف معاناتهم ودفعهم لمزيد من العطاء، فبعد الذي قدموه وما زالوا للوطن فإنهم آخر من يأتي في القائمة والسؤال الذي يردده الكتاب دائماً متى يأتي الوقت لنرى الصحفي مثله مثل النائب في الشورى والنواب وبقية المناصب الأخرى؟ هل هو أقل منهم؟ هل عطائه لا يساوي عطائهم؟ فهناك من الصحفيين والكتاب ممن أفنى عمره وضحى بوقته وأسرته وراحته طوال نصف قرن من الزمان وفوق ذلك ما زال مستمراً ومع ذلك لم ينل ما ناله الكثيرون من المتفرجين بل وحتى الخونة والعملاء وأعداء الوطن.                                                                                     

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!