فنجان قهوة الصباح
************
الأشجار الذكية تنحني للرياح العاتية .. أما الأشجار الشامخة فتلتف عنها الرياح العاتية.
****
مقال اليوم عن جريدة البلاد
نقطة أول السطر
حتى لا نبكي كالنساء!
احمد جمعة
الاحد
قصة الأندلس تعرفونها وكيف كانت نهاية الدولة الأندلسية حين خلت من
الرجال وقصة الأم التي رأت ولدها يبكي حكمه الضائع وكان عزاؤه طوال الوقت هو
البكاء حينها نظرت اليه وقالت له : نعم ابكي ابكي ابكي كالنساء ملكا مضاعاً لم تحافظ عليه كالرجال،
كان ذلك هو آخر عهد بالمسلمين في الأندلس.
جواد
العريض، ومحمد بن خليفة الخليفة أطال الله في عمرهما، ويوسف الشيراوي ومحمود
العلوي رحمهما الله نماذج لوزراء مرحلة
تاريخية من حياة البحرين لابد من المرور عليها لنتعرف على صورة الرجال الذين أسهموا
في نهضة البحرين الحديثة من خلال مناصبهم الوزارية التي كانوا بمستوى المسئولية،
فالرجال يقاسون بمكانتهم الاجتماعية وقوتهم وصلابتهم وإخلاصهم الوطني في الأزمات
بعكس بعض الوزراء الذين أذكر أنهم في تلك المرحلة لم يستطيعوا الاندماج في العملية
الوطنية ولم يتفهموا المراحل التي قطعتها البحرين في التنمية فقدموا استقالتهم
لأنهم سايروا موجة أهوائهم وضعفهم ولم يدركوا أن البحرين في تلك الحقبة بحاجة لصلابة
الرجال، بعضهم صور له عقله بأنه سينظم لما يسمى بالمعارضة فانتهى بهم الأمر في طي
النسيان.
عبدالله
الزايد، محمود المردي، محمد يوسف الشيراوي محمد الماجد ، رحمهم الله نماذج
للصحفيين والصحافة التي رافقت حقبة من تاريخ البحرين المعاصر، أسهموا حتى اليوم في
تأسيس صورة الصحفي المسئول الذي يحمل القلم ومعه الوازع المهني والموضوعية
الممزوجة بالوطنية ورغم قلة الإمكانيات حينذاك ورغم محدودية الموارد التي لا تكاد
تقارن باليوم فقد لعب هؤلاء الرجال دورا تاريخياً في بناء الوطن من خلال التحامهم
بالأرض التي ينتمون اليها.
لماذا
تذكرت هؤلاء النماذج الوطنية اليوم؟ لأن قلبي ينزف على البحرين وما وصلت إليه من
التداعي والإحباط والخروج على المبادئ الإنسانية والوطنية حينما أصبح أبناءها
يتقاتلون بعضهم ببعض متناسين الظروف
والتحديات التي تواجه بلدهم ولا كأن هناك مؤامرات انقلابية تترصد بهم، ولا كأن
هناك تدخلات خارجية تبحث عن ثغرات للنفاذ الى الوطن وتمزيقه، ولا كأننا مررنا
بمحنة كادت تقودنا للمشانق وما زالت هناك مؤامرات تحاك وتنتظر الوقت والفرصة
للانقضاض على البحرين، وهنا يذكرني التاريخ برجال دولة الطوائف في الأندلس التي انتهت
الى فناء حينما تقاتل الطفيليين والمراهقين وأصحاب المصالح الذاتية الضيقة على
الفتات فيما دولتهم تتعرض للغزو الخارجي، من هنا فقدت تلك الدولة العملاقة
المترامية الأطراف وجودها لان الرجال فيها انتهى بهم الأمر مثل النساء.
ان سبب
الحالة العسرة التي تمر بها الشعوب والدول العربية وعدم القدرة على مواكبة أمم
الأرض والتغلب على الازدواجية التي لم أرى مثلها في الأمم الأخرى،
صحيح
ان هناك عادات وتقاليد يجب مراعاتها وهناك مشاعر وقيم لابد من احترامها بطبيعة
البشر ولكن لا يصل الأمر لان تقول عن الأبيض رمادي وعن الأسود بني بحيث لا يبدو لك
رأي ولا مبدأ ولا لون ولا حتى خط فاصل بين الحق والباطل بحيث تختلط الألوان
والخيوط وتضيع الحقيقة وسط ذروة النفاق، هذا ما أضاع الأمم العربية ورفع من قدر
وقيمة الشعوب الملتزمة بحضاراتها عبر الأزمان. لم تكد الخلافة الأموية تسقط حتى استقل كل بما امتلكته يده،
فأصبح لكل مدينة أو مقاطعة أمير مستقل، فالبربر بالجنوب والصقالية بالشرق، وأما
البقية الباقية فقد ذهبت إلى أيدي محدثي النعم أو بعض الأسر القديمة، وقد حكم في
هذه الفترة نحو عشرين أسرة مستقلة، في عشرين مدينة أو مقاطعة، وسميت بدويلات ملوك
الطوائف.
Comments
Post a Comment