الشعب مازال يطالب باعتذار
نقطة أول السطر
الشعب مازال يطالب باعتذار
احمد جمعة
قالت
قــوى ما يسمى "بالمعارضة" بطيخ - التي ليست وطنية ولا ديمقراطية كما
تضع تحت أسمها بأنها تؤمن بالحوار وتصر عليه وتجدد مطالبتها الدولة توفير أجواء
للحوار وتتمادى وهي تشترط كعادتها ولم تتعلم بعد من الماضي، بأنه لابد من تخفيف
الصعيد الأمني!!! تخيلوا البجاحة، في ضوء كل ما يجري في الشارع وكل هذا الارهاب
والعبوات المتفجرة والأسلحة والقتل والاعتداء وسفك الدماء، تطالب هذه المسمى
بمعارضة بوقف التصعيد الأمني وكأنها لا تسمع صرخة الناس في البحرين كلها مطالبة
بالقبضة الأمنية وابعاد شبح الاسترخاء والتراخي والمبادرة بتجفيف مصادر الارهاب من
كافة الجهات، تخيلوا هؤلاء في آخر مؤتمر لهم بكل بجاحة يعلنون أنهم لن يشاركوا في
الانتخابات اذا لم تلقى الدولة الاجراءات الأمنية وتترك الشوارع والبلد كله لهم.
ثم
يمضي هؤلاء المخرفون في القول بأن فشل الحوار الذي انطلق في 10 فبراير 2014 سببه إجراءات
الدولة وان اجتماع ولي العهد بهم لم تتبعه إجراءات حقيقية في العملية السياسية،
وهنا فقط أذكرهم أذا كانت لهم أصلاً ذاكرة من اغتال رجال الأمن بالتفجير الغاشم؟
ومن زرع الرعب والخوف كل يوم في الشوارع ؟ ومن أخفى المتفجرات والأسلحة؟ هل هذه
الأعمال هي المشجعة على الحوار؟ لا بارك الله في حوار يأتي في ظل الإرهاب، ولا
بارك الله في حوار يجري في السر، ولا بارك الله في حوار مع من يفرض الشروط على
الحوار قبل أن يبدأ، وفي هذا المجال لا أنسى أبدا كيف يدخلون الحوار السابق في كل
مرة ومعهم براميل الشروط إذ يخيل لهم بأنهم دولة ذاهبة للتفاوض مع دول أخرى "
يا للبجاحة مرة أخرى.
ويمضي
بيانهم ومؤتمرهم اللاعقلاني في القول بأن خيار الحوار مجمد، ومازال يراوح مكانه
وانه لا وجود أفق للحل، لا هناك حل، بل هناك حلول ولكن الدولة في البحرين لا تريد
الحل ولا تريد الدماء ولا تريد الاجتثاث والتطهير ولو أرادت ذلك مثلما تفعل حتى
دول ديمقراطية عريقة مثل بريطانيا لوجد الحل.
أما
نكتة المؤتمر وخلاصته هي ذكرهم بأنهم ينتهجون السلمية ههههههههه.
لماذا
يتحدثون بهذا الخيلاء؟ لأنهم لم يروا العين الحمرة ولأنهم لم يتلقوا بعد الرسالة
المنتظرة ولأن الدولة ما زالت تخفي أنيابها ولم تفعل ما فعلته دولة ديفيد كاميرون،
هذا ببساطة سبب تحدثهم بهذه اللهجة في التصعيد، ويبدو ان بعضهم لحس اعتذاره السابق
لقوات الأمن والجيش ويحتاج للتذكير لأنه بدأ يتطاول مرة أخرى ويتحدث عن القمع
بأسلوبه القديم الذي اعتذر عنه في بيان منشور. من هنا ومن اللحظة التي انتصر فيها الحق على
الباطل وانتصر الشعب لإرادة الحياة التي كان ينبض بها وخرج عن بكرة أبيه ليقرر حسم
الأمور بشكل نهائي ويعيد البلاد الى حالة الأمن والسلامة، من أجل ذلك وحتى لا تقع
مثل هذه الكارثة وحتى مجرد التفكير فيها لا يجب ان يخطر ببال أي فرد في هذا
المجتمع مثل ذلك الأمر الفادح، لابد من اتخاذ الإجراء اللازم اليوم وهذه الساعة
ولا يجب الانتظار الى الغد او بعده فما يمكن ان نتداركه اليوم لا يجب ان نؤجله الى
اليوم التالي ولهذا أقول الآن هو وقت القرار ووقت التخطيط السليم ووقت حسم الأمور
المعلقة التي لا تنتظر حتى الغد.
ان
ما فعلوه في البحرين منذ 2011 حتى اليوم لا أظن الشعب سينساه حتى لو نسيت الدولة،
فللناس ذاكرة أقوى من ذاكرة الدول والشعب في البحرين من الشرفاء ما زال يطالب
باعتذار منهم قبل الحديث عن حوار معهم.
Comments
Post a Comment