فنجان قهوة الصباح
في الحياة تكون اجمل عندما ترى نفسك كذلك وليس كم يراك الناس لذلك لا تحاول ان تكون كما يراك الناس فأنت بذلك تخسر نفسك
**************************
ماذا ينفع ان تكسب العالم وتخسر نفسك
السيد المسيح عليه السلام
مقال اليوم
[ نقطة أول السطر]
لماذا نعيش على
ارض البحرين ؟
احمد جمعة
هل من أجل ان نخربها او من اجل ان نجعلها
مكان آمن للحياة فوقها؟
هاذا السؤال موجه لنا جميعاً سواء مواطنين أو
مسئولين في الدولة، سواء كنا سياسيين او مثقفين او تجار ورجال اعمال او مخربين
وارهابيين، الجميع معني بسؤال نفسه هذا السؤال .. لماذا نعيش على ارض البحرين؟
ليس هذا الموضوع مطروح من باب فلسفي وانما
توقفت مؤخراً امام السنوات الاخيرة التي مرت علينا ونحن في خضم هذه الاحداث المتلاحقة
وتأملت من نفس المكان ما يجري في الدول المحيطة بنا خاصة في المنطقة والى اين وصلت؟
وماذا حققت؟ وقارنت ذلك بالبحرين التي كانت قبل بضعة عقود هي الرائدة في المنطقة
على مختلف الاصعدة وفي كافة المجالات
وخاصة انها كانت تسبق دول المنطقة في الكثير من المرافق .. بل كانت في بعض المجالات
هي الاولى، واين اصبحت الآن ومسئولية من هذا التاخر؟
بداية لا فرق في المسئولية بين مواطن ومسئول
ولا بين سياسي وتاجر ومثقف ومواطن عادي، فالجميع يتحملون المسئولية فيما جرى
والنتيجة يتحملها الجميع ولكن كل بقدر ما عملت يداه وبقدر ما افرزه عقله وبالتالي
اذا كان هناك ثمة من لوم فيتحمله الجميع
بنسبة توازي ما فعله.
لقد انحرفت الحركة السياسية عن مسارها وتلطخت
للأسف الشديد بدماء الابرياء عندما تخلت عن موقعها الوطني وانخرطت في الاجندة الغربية
وصارت مثل الكتويل تتجه برياحها صوت من يدفع ومن يمول ومن يحرض من الخارج، وبدلاً
من ان تكون ما تسمى بالمعارضة حركة وطنية تعمل لصالح الوطن اصبحت حركة مرتهنة لقوى
اجنبية في مقدمتها ايران ونظام ولاية الفقيه بالاضافة الى انخراطها في المؤامرات
الغربية وخاصة تلك التي تحمل نفس استعماري، ولأول مرة في التاريخ نرى قوى سياسية
"وطنية" تلتحم بمشاريع استعمارية وتمهد للاجنبي ان يعود الى احتلال بلاده
باسلوب جديد يختلف عن الاحتلال التقليدي القديم ، هذه الحركة السياسية لماذا تعيش
على ارض البحرين والى ماذا تسعي من اهداف؟
لا يختلف في ذلك اصحاب المصالح من تجار ورجال
مال واعمال ممن يرون البلاد في حالة جمود وركود اقتصادي ومالي بسبب ما يجري ولا
يرف لهم جفن بل ولا يحركهم اي وازع وطني وهم الذين طالما استنزفوا الوطن وحلبوا
بقرته حتى شفطوا كل الخير وتركوا الأمر وابتعدوا منتظرين من الدولة تحقق لهم كل
مطالبهم في ظروف الدولة لاهية بمعالجة اثار الازمة، هؤلاء التجار ورجال المال
والاعمال يختلفون عندنا عن رجال المال والاعمال في المملكة العربية السعودية ودولة
الامارات العربية المتحدة الذين بنوا واشادوا حركة اقتصادية وطنية راسخة استطاعت
ان تواكب المشاريع الحكومية وتدعمها وتساهم في بناء الاقتصاد الوطني وتقف مع
الدولة في الازمات التي تمر بها ولا ادل على ذلك وقوف تجار الامارات في دبي مع
الامارة التي تعرضت في العامين الماضيين الى ازمة الديون وساهموا في كافة المشاريع
الضخمة وخاصة في القطاع الصناعي والسياحي وبفضلهم شهدت دبي نهضة يشهد لها الجميع..
اين تجارنا ورجال المال عندنا من هذه الروح ؟
اما فيما يتعلق بالمثقفين فلا داعي
لاستعادة الجراح فأغلب هؤلاء يعيشون في
كوكب غير الارض ويلهون في نعيم دولة فاضلة تعشعش في اذهانهم ولا يرونها الا في
قصائدهم الخيالية التي تتحدث عن عالم سريالي لا يمت لارض الواقع بشيء لكأنهم لم
يروا ولم يسمعوا ولم يشاهدوا ما مرت به البلاد خلال ثلاث سنوات وبالتالي لا نفع في
هؤلاء وتركهم في مدينتهم الفاضلة هو افضل حل لمشاكلهم الذاتية المفرطة في الاحاسيس
الرومانسة.
اما بعض المسئولين فللأسف لا يمكن ان تحسبهم
على البحرين لأنهم يتعمدون الاساءة الى بلدهم وكأن بينهم وبين الوطن ثأر فهم يخربون
كل ما تقع ايدهم عليه يشاركهم في ذلك بضعة اعضاء في مجلسي النواب والشورى ممن
نفوسهم ضعيفة ومصالحم ضيقة لا يرونها الا من زواية محدودة كتلك التي خيلت لهم في
ساعة من الزمن ان البحرين قد سقطت فهرولوا الى تقديم استقالاتهم والقفز من مركب
يغرق كما تخيلوا.. مثل هؤلاء هل يستحقوا البقاء في اماكنهم؟
اذن لماذا نعيش على ارض البحرين ؟
اعتقد الاجابة الآن وضحت لكم؟
صورة اليوم
Comments
Post a Comment