ماذا حل بجزيرة الابتسامة المشرقة؟



فنجان قهوة الظهيرة
************

يقول غوته : من يحتمل عيوبي أعتبره سيدي ولو كان خادمي



مقال اليوم
******


ماذا حل بجزيرة الابتسامة المشرقة؟

احمد جمعة


سأبد إجازة الصيف وهناك حسرة على فصل الصيف وعلى الحياة في الصيف التي هي عند الآخرين تعني المرح والانطلاق والمهرجانات والحفلات والرقص والغناء وغيرها من الوان المرح والحيوية، لا نريد ان نقارن انفسنا بالاخرين في دول المنطقة ونعدد المهرجانات الصيفية التي تنظمها تلك، لكني أعيد الى الاذهان فترة تاريخية من عمر البحرين على هذا الصعيد حين كانت مركز للفرح والزيارات السياحية وخاصة في فصول الصيف والربيع حيث كانت تشهد البحرين حينذاك موجة من المهرجانات والحفلات الغنائية التي يقصدها المواطن والمقيم والسائح ، وكان يرافق ذلك حركة نشطة في الاسواق التجارية وخاصة في قلب العاصمة المنامة اذ تزدهر المتاجر والمخازن والمحلات، رغم اننا حينها لم نشهد انتشار المجمعات لتجارية كالسيف وغيرها التي يفترض ان تتضاعف مظاهر التسوق بوجود هذه الحركة التجارية التي للأسف رافقها خمول وركود في المجال السياحي الذي تواكبت على تدميره العديد من الجهات منها النواب ووزارة الاعلام وبعض الوزراء الذي تولوا الوزارة ولا علاقة لهم بها مما أدى الأمر الى هذا الصيف الكئيب والحزين.. اذ تحولت ليالي البحرين العامرة بالفرح الى مجمعات تجارية تغلق ابوابها في وجه السياح والمواطنين قبل العاشرة مساء وكأننا في حالة طوارئ ، حتى المقاهي لم تسلم من إجراءات تعسفية في بعضها من قبل الضغوطات التي تمارسها المجالس البلدية التي يسيطر عليها المتزمتين،  فماذا بقي من صيف البحرين؟                                                    
من المؤسف ان نعيد ونكرر في كل عام وفي كل مناسبة وفي كل صيف هذا الكلام الذي يبدو  لا يقدم ولا يؤخر وسط هذا الصمت والسلبية التي تقابل بها هذه الحالة المزرية التي تمر بها السياحة في البحرين ، فهل من المعقول ألا يتحرك احد ولا يستجيب احد لتحريك المياه الراكدة في هذا القطاع الذي يحتضر، حتى المهرجانات الوحيدة الرثة والفاشلة التي نظمت في السنوات الاخيرة اختفت هذا العام بسبب السياسة الاعلامية المتبعة في قطاع السياحة.   اعرف انني أذن كما يقولون في خرابة ولا من مستجيب ولكن حرام ثم حرام ان تضيع جهود السنوات الطويلة التي كانت فيها البحرين رائدة في الفرح والسعادة والازدهار السياحي ، حتى الفنادق التي كانت عادة تمتلئي حينذاك بالسياح لم تعد كما كانت.. وحتى تدركون حقيقة ما اقول اليكم دليل واحد فقط وهو ان أسعار الغرف في الفنادق على مختلف درجاتها في البحرين اليوم ارخص بكثير من أية  دولة في دول مجلس التعاون.. فماذا يعني ذلك؟
لا نريد رداً من الجهة المسئولة على الطريقة العثمانية، في سرد الارقام الزائفة وسلق التبريرات الفارغة من أي محتوى، فالواقع لا يحتاج مثل تلك الردود التي يكتبها عادة من لاعلاقة لهم لا بالسياحة ولا بواقع البحرين ولا بما كانت عليه من قبل، حيث تحول  شعار جزيرة الابتسامة المشرقة الى جزيرة الابتسامة المقتضبة التي تبدو على وجوه من يكلفون عادة بالرد في مثل هذه الحالات.
كلما نظرت اليوم الى حالنا في هذا القطاع الحيوي عادت بي الذكرى الى ما كنا عليه من ازدهار ذهبي في الفترة التي تولى فيها معالي الشيخ محمد بن مبارك وزارة الخارجية والاعلام وما تلا ذلك أيام.. حينها فقط عرفت السياحة عصرها الذهبي ، فهل تعود تلك الايام؟                                                


صورة اليوم
********


الرشاقة مرض العصر!!!!


Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!