الحب والمال والسياسة ..



فنجان قهوة الصباح

البوصلة تدلك لجهة الشمال .. لكنها لا تظهر لك ما يواجهك في الطريق من مستنقعات ومطبات وعقبات
(برهام لنكوان)
***************
أهلا بكم أيها الاصدقاء صباح الجمعة .. وكل صباح وأنتم بسعادة ومسرة وتوفيق
اجازة ممتعة لكم ولأسركم وأصدقائكم 

***************


 [نقطة أول السطر] 
مقال الجمعة
الحب والمال والسياسة

احمد جمعة



الحب في هذا الزمن يشبه السياسة في بعض الوجوه من حيث تشكل العاطفة بحسب المكان والزمان والمصالح التي يبدأ المحبين في وضع الاعتبار لها من كافة الأبعاد حتى لا يتحول الحب الى سبب في الشقاء وحتى لا يكون الفقر هو عنوان العلاقة العاطفية وبالتالي اصبح من المهم ان يبحث المحب عن فريسة جديدة كلما اصبح الحب روتينياً، خاصة مع دخول بعض الاخوة من مواطني دول مجلس التعاون على الخط والتقاط الحب من زاويته المادية حين يسبق الاغراء المادي الاغراء العاطفي ومن هنا راح الكثير من شباب البحرين المعوزين والمحدودي الدخل يبحثون عن الحب في بعض الدول التي الفقيرة التي فيها الحب لا يكلف الكثير، مثلما راحت بعض الفتيات البحرينيات يبحثن عن الحب الذي لا يقود الى الفقر في حساباتهن الدقيقة ، فالبعض من هؤلاء الفتيات يتحدثن بواقعية عن رفضهن العذاب و(الشحططة) على حد تعبيرهن من اجل الحب الذي لا يؤكل عيش ولا يدفع فاتورة الموبايل ولا يشتري بطاقة سمسم او زين عند نهاية الشهر وبالتالي لابد من تحكيم العقل قبل الدخول في مغامرة الحب.                                                                       
       
هذا الجو من الوعي العاطفي المادي لدي فتيات البحرين يقابله وعي سياسي غير مسبوق لدي شباب البحرين في الانغماس بالسياسة التي هي الاخرى لا تقود الا الى خراب البيوت اذا لم تكن مسبوقة بحسابات دقيقة وبذكاء مصحوب بولاء ايدولوجي او حكومي او قبلي او مذهبي فالسياسة في القاموس العربي الاسلامي يجب ان تكون مخادعة وبدرجة من خبث بحيث تسمى حينها بالسياسي، بعكس السياسة في القاموس الغربي حين تعتمد على كيفية تسويق النجم من خلال السوق السياسية التي فيها تباع كافة الاتجاهات من ليبرالية ومحافظة وعلمانية وغيرها من دون ان تكون هناك استحقاقات الا بقدر الحسابات التي تستدعيها العلاقات الاجتماعية ، وهكذا ظل الحب في المكان والزمان الغربيين اكثر حفاظاً على نقاءه من هنا، بالرغم من القول في الاعلام القومي والديني السياسي بالانحطاط الغربي.                                         
عودة لموضوع الحب في هذا الزمن الاستهلاكي ومع الصراع الشرس على لقمة العيش يبدو الحب حتى هذه اللحظة مؤجل عند الكثير من فتيات البحرين على عكس الشباب الغارق في البحث عن الحب أكثر من البحث عن وظيفة او فرصة عمل افضل، وهكذا تتضارب المشارب بين الفتيات الواقعيات والشباب الحالم بالرومانسية، مما يدفع الطرفين الى مفترق الطرق خاصة عندما يتعلق الامر بالحب من دون ضمانات بوجود رصيد معقول وسيارة (كشخة) وموبايل  وليس ببطاقة سمسم او زين، وطبعاً لا تتوفر هذه الامتيازات للآلاف من شباب البحرين، فيما حلم الفتيات بحب مصحوب بوفرة في الاوراق النقدية التي هي اليوم البوابة لاقتحام القلوب الفارغة من الاحلام الرومانسية التي كانت سائدة قبل سنوات الطفرة المالية والاستهلاكية والسياسية التي رافقت التحولات في البحرين التي ما عادت بحرين التسعينيات من القرن الماضي.   
بين فتياتنا وشبابنا والمستقبل فجوة بحجم الكابوس الذي يسد الطرقات المؤدية الى أي نوع من الحلم بحياة مادامت الامور متجهة للتعقيد بدلاً من الانفتاح على العالم وعلى المستجدات، وللاسف الشديد ان الحب والمال لا يكفيان ليكون كل واحد منهما بمعزل عن الآخر ، الا ان المال وحده يمكن ان يسير الحياة بعكس الحب الذي لا يمكن وحده أن يصنع السعادة وهذا كان في زمن الاجداد والجدات ولكنه اليوم كارثة ان لم يقترن بالمال، وحتى لا نظلم شبابنا وفتياتنا أعينوهم على تحسين الحب بتحسين حياتهم المالية وهذا ما تفعله بقية دول مجلس التعاون، والدليل ان ابناء المجلس اشقاءنا يجدون الحب في عندنا فيما شبابنا لا يجد الحب هنا بسبب المال الذي هو مفتاح الفتاة البحرينية اليوم. 

شكرا لمتابعتكم وإلى اللقاء 

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!