[نقطة أول السطر] مقالة اليوم
احمد جمعة
يختفون وقت الأزمة
والمحنة وينبسطون وقت العسل وتوزيع الكعك، هذا هو حال المسترزقون سواء في الحروب
او الصراعات او المحن، ففي الحروب يطلقون عليهم تجار الحروب، يستغنون على حساب
الشعوب، ووقت الصراعات يستغنون بالحيل والفذلكات ووقت المحن يختفون عن الانظار
وبعضهم يدعون الحيادية ومن هؤلاء كثيرون يعيشون اليوم بيننا ويتنفسون هواء البحرين
ويظهرون بمظهر الوطنية حينما تكون الدولة قوية وقبضتها حديدية ويبرزون على
الحيادية حينما تكون الأمور من وجهة نظرهم تستدعي الحيادية مثلما حدث أيام الدوار
المشؤم عندما اعتقد البعض بانهيار النظام فجاءت مواقفهم حيادية!!
ما استدعي مقالي
اليوم في هذا الشأن ملاحظتي هذه الايام اختفاء كثير من الوجوه عن الساحة وابتعادهم،
بل وحتى انعدام ظلهم على الارض ومن هؤلاء وزراء واعضاء في مجلس الشورى وكتاب
ونواب، كانوا ايام المحنة يلعبون دور الوسطاء ثم انقلبوا مع تصاعد الاحداث الى
الطرف الانقلابي ثم عادوا الى الحياد ثم تحولوا الى الوطنية ايام السلامة الوطنية
ثم عادوا فترة التراخي الى الحيادية وهكذا دواليك.
شخصية سياسية
نموذجية للانتهازي الأصيل من فئة الخمس نجوم، يلعب ويلاعب ويتحول ويتلون من المعارضة
الى الموالاة الى الحيادية الى لعب دور الحكيم ثم السياسي والاعلامي وصاحب الرأي
والمشورة وغيرها من الادوار التي تناسب كل
مرحلة وكل حقبة، أمثال هؤلاء عادة يستفيدون من كل وضع سياسي بقدر التعاطي معه، ففي
مرحلة المعارضة عندما يكون المد الثوري عارم ثم في مرحلة الازدهار الوطني يصبح
دورهم ذروة في الموالاة ولا احد ينافسهم في تمجيد دور الحاكم، ثم مرة اخرى في دور
الحياد، ولهم سر لا يعرفه الا قليلون جداً.. سر هؤلاء انهم يمارسون التقية
السياسية رغم ان بعضهم من المذهب السني، ورغم ذلك يخفون في النهار أمور ويظهرون في
الليل أمور، أمام الناس ثوريون واصلاحيون وعندما يختلون مع الحاكم يمجدونه بأكثر
مما فيه سبحان الله في خلقه.
من ابرز معالم هؤلاء الظهور والاختفاء بحسب الوضع
السياسي، فان كانت أزمة وسطاء وان كان ازدهار واستقرار وطنيون شرفاء!! وان كان
الوضع متأرجحاً ينسحبون بهدوء ويختفون من الصحافة والشاشات والمقابلات والكتابات
وحتى من التصريحات والعمل من داخل النيابي والشورى ومن أبرز هؤلاء (أبوبطة) و(أبو
طماطة) وأبو( سفيان)
لماذا هذا الكلام
اليوم؟
أمثال بوبطة وبوعجفة وبو رمانة وبو.... كثيرون ولكن سلامة البحرين
وانتصارها على من عاداها هو قدرة وتصميم أبنائها الشرفاء البسطاء ممن لا يعرفون
شكل ومضمون ولا معنى الانتهازية والوطنية والمعارضة والموالاة بحسب الظروف
والمصالح.
Comments
Post a Comment