فنجان قهوة الصباح
الكراهية قبر يحفره المرء لغيره ويقع فيه
مقال اليوم ( من قديمه الجديد)*
مسرحية القبضة
الناعمة؟
احمد جمعة
حينما قرأت عن تسلم النيابة العامة ل: 113
قضية تعذيب اتهم بها 62 متهماً تساءلت بذهول، هل نحن في البحرين أم في السويد أو
النرويج، فمثل هذا السلوك وهذا الاسلوب في التعامل مع القضايا من منطلق انساني
وحقوقي وحضاري لا نراه الا في الدول الاسكندنافية، فحتى في الولايات المتحدة راعية
الحقوق الانسانية على الورق لا ترى هذه القضايا تثار بمثل هذه الشفافية رغم تحفظي
على عبارة الشفافية التي ليست سوى تعبير قد يفهم منه اننا مكشوفين امام خلق الله،
على العموم هذه القضايا التي تنظر فيها النيابة وتحقق فيها تمهيداً لرفعها الى
المحاكم أجزم بما لا يدعى مجالاًُ للشك بأنها جاءت نتيجة لضغوط دولية ومن دول
غربية لا تطبق البتة ما تطالبنا به
والدليل ما حدث في احتجاجات وول ستريت ولندن وباريس واسبانيا واليونان التي
استخدمت معهم الاسلوب الحديدي.
السؤال التالي والهام الذي سنرى كيف تتعامل
الدولة معه خلال الأيام القليلة القادمة
هو كيف ستتعامل مع الوضع العام الناتج عن الاحداث المتوقعة التي يعد
لها الآن الجماعة ويريدون التذكير بالعام الماضي؟ بل هناك خريطة مرسومة من
الآن وحتى 14 فبراير القادم ينوي هؤلاء اشعال البحرين من منطلق اعادة تصميم مشهد
الثورة التي لم تكتمل في تصورهم وقد حانت الساعة أو دقت للعودة الى الميادين وحرق
الخضر واليابس هكذا يتحدون وهكذا مصممون
وهكذا يريدون البحرين ان تكون مع كل ما تحقق لهم منذ حوار التوافق الوطني ولجنة
بسيوني ولجنة متابعة بسيوني ولجنة المصالحة ولجنة نسيان ما جري للبحرين!
هذه مقارنة بين وضعين غير متماثلين ومتناقضين
وسنرى كيف ستوفق الدولة بين هذا الوضع وذاك، فمن جهة يتم محاكمة العسكريين ورجال
الأمن بتهمة تجاوز صلاحياتهم ومن جهة أخرى ستجري محاولات معدة ومخطط لها اعلامياً
وشوارعياًوتنيظيمياً للاحتفال بعودة الثورة الى الشوارع وفي سبيل ذلك هل تعلم
الدولة وأجهزتها بالتنظيم الاعلامي ودعوة مراسلي
البي بي سي والنيويورك تايم وتوزيع المهام على الفرق الاعلامية في الخارج،
من بيروت والدوحة الى لندن وطهران لتغطية الاحداث المزمع تنظيمها لتواكب 14
فبراير؟ هل هناك ما يقال في هذا المجال ؟
وهل لدى صاحب الأمر تعليق على الموضوع؟
هناك سيناريوهات عدة جميعها تصب فيما ذهبت
اليه منذ ايام حين كتبت جازماً بأن عام 2012 سوف يدخل والأزمة مستمرة والتصعيد
مستمر والانفلات مستمر وفي كل مرة أقرأ واسمع تهديد ووعيد من مسئولين في الدولة
ومن وزراء العدل والداخلية والاعلام والتربية بمعالجة الأمور الفالتة أرى بعدها
مزيد من الانفلات فسروا لي ذلك.
فهناك الجنرال عيسى قاسم تخطى الحدود الحمراء كلها وكسر القانون وتجاوز
التحريض الى الفعل علماً بأن هناك رسائل من وزير العدل ومن وزارة العدل خاطبته
أكثر من مرة في هذا الشأن وقد تجاهل الموضوع وصعد بما لا يمكن ان تكون عليه الحالة
مسموح بها حتى في دولة السويد. أين سفارة الولايات المتحدة والخارجية الامريكية عن
هذا السلوك للجنرال قاسم.
التاريخ محدد والفعاليات جاهزة واعمال
التفجير ستتم وتصعيد واضح ومقصود والوفاق قطعت علاقتها بالسياسة ودخلت مرحلة العمل الفوضوي بعد يأسها الكامل من الوضع
العام ولولا صمود واصرار بعض المواطنين في المكون الثاني وفي جبهة الفاتح لتحقق للوفاق ما لم تحلم به لأنني
على يقين من ان هناك طرف في السلطة ينظر للأمر بغير ما ننظر نحن المنتظرون الفرج.
كلما فتحت فمك بكلمة قالوا لك ضغوطات دولية ،
وكلما طالبت بتطبيق القانون اخبروك بأن الدولة جادة في تطبيق القانون ولكن على
الورق. وكلما ناشدنا الدولة الجدية قالوا لا تضغطوا على الدولة أكثر مما هي تتحمله
فيكفيها ما تلقاه من الجانب الآخر.. طيب ماذا نفعل؟ لقد نفذ صبرنا؟ كما نفذ صبر
الناس جميعهم ولو أن سيدنا أيوب عاش هذا الزمن لنفذ صبره معنا منذ وقت طويل.
اذن اخبرونا الى متى نحتفظ بالصبر .. اعطونا تاريخ أو موعد أو اشارة نفهم
منها اننا سنكون بخير؟ وهل ما يراه اصحاب الخطة المخملية الناعمة والقبضة الحريرية
في الدولة هو ما لا نراه نحن .. فهمونا.
Comments
Post a Comment