احمد جمعة - ح بقدر ما كان الشتاء كئيباً بداء الصيف بحرارته المنتقاة من أشعة الشمس المعجونة بالغبار وهو مستمر منذ فصل الشتاء وحتى الربيع، فقد كان العام شديد الوطأة على الجميع حتى على الطقس الذي لا يريد أن يتغير إلا فيما يتعلق بالبرد والحرارة واستمر الغبار ينحدر من بين سقف السماء كأنه رذاذ من الغازات التي بدأت تلوح من جديد بعودة المناوشات في الطرق الضيقة بداخل القرى حيث بدت بعض المظاهرات الصغيرة هنا وهناك مع بعض الاحتجاجات التي انبثقت بعد رفع حالة الطوارئ، كان البعض في القرى يتوق للخروج من صمت العزلة التي فرضت ذاتياً على البعض بعد حالة الإحباط المصاحبة للكآبة وهي تغرس جذورها كحالة مزمنة بعد كل تلك الأحداث التي مرت خلال الشهور الماضية، كانت نهاية عام 2011 قد اكتنزت باحتقان نفسي رافق الاضطرابات وصعق الناس من حجم الحزن الذي خيم على النفوس واستفاق البعض على غيوم كثيفة من المشاعر المسبوكة كالأسمنت المسلح الصلب وهو يحجر الأحاسيس المتراكمة إثر الصراع الذي ساد وما زال يجر ذيوله على الجميع برغم نزوع فترة الصيف إلى الحيوية والانطلاق الذي كان عليه مناخ البلد في السنوات الماضية...