حرب البنفسج – قادمة قريباً
حرب البنفسج
رواية تصدر قريباً عن دار الفارابي – بيروت
تقع في 510 صفحة من الحجم المتوسط تصدر قريباً عن دار الفارابي في بيروت عبر تقنية ترتكز على المونتاج وتنطلق مع بداية شرارة حرب الرق في القرن الثامن عشر في الخليج العربي وعصفت بالمنطقة وأحدثت شرخاً اجتماعياً وسياسياً وقبلياً.
تتناول الرواية الشريحتين الاجتماعيتين الغنية والفقيرة المدقعة التي تعيش قاع المدينة والبحر واليابسة وانعكاس الأحداث عليهما من خلال صراع اجتماعي وسياسي قبلي واستعماري وانتشار السحر والشعوذة ويتجسد في علاقات عدة بما جرى عبر الأحداث التي مرت وخاصة ما وقع منها من محاولة غزو البحرين من قبل تركيا وقطر حينذاك وقد أعلنت الحامية البريطانية حالة الطوارئ، فيما على الضفة الأخرى تنتشر العلاقات العاطفية وصيد النساء والاتجار بالرق.
تتناول تلك الحقبة التي ولد فيها الصراع وتنامي مع منتصف القرن التاسع عشر وفيه تبرز الشخوص منذ طفولتها لتشكل نسيجاً للمرحلة التالية التي انفجرت فيها الأحداث الدامية.
تغوص الرواية في زمن الرق بين البحرين وبقية الساحل العربي المتصالح، تبدأ الأحداث مع انفجار الحروب واشتداد تجارة الرق وما رافقها من مظاهرات واحتجاجات وما تلاها من تداعيات دموية ارتبطت بالرق والنفوذ وحروب القبائل وقراصنة البحر والصراع على السلطة.
من رحم الحروب والصراعات تولد قسراً عوالم جديدة، على أنقاض عوالم قديمة تتلاشى”خلف شفق برتقالي اللون بحافة المحيط المفتت عن عالمٍ قديم تلاشى واندثر مفسحا ثقباً نحو عالم جديد يلوح بالأفق، تحيق به حروبٌ أخرى مغايرة قادمة بسفنٍ مختلفة *” أنها الرواية القادمة (حرب البنفسج) تحمل معها الإسقاط التاريخي الجدلي للصراع في المنطقة الخليجية منذ القرن الثامن عشر إلى نهاية القرن التاسع عشر ومنه يطال عصرنا الراهن المثقل بهذا الكم الهائل من الإرهاصات المتراكمة منذ أمد، إذ استعرت الحروب والغزوات القبيلة والقرصنة البحرية واستشرت تجارة الرق بالبشر، واختطافهم والاتجار بهم مع ما صاحب ذلك من نفوذ القراصنة والحكام والمستعمرين الذين جابوا البحار للسيطرة على اليابسة، فقد احتدمت حينها حرب الرق وخطف البشر وانتشار السحر والشعوذة من دون وسائل الاتصال الاجتماعي لأن الألسن والعسس والتجسس كانت بمثابة وسائل الانتشار حينها.” في إثر كل هذه الشائعات التي نسجتها الألسن بحسب أمزجة الأهالي عن حرب بنفسج، بلغ الفضول بالإنجليز في المنطقة للبحث عن وسيلة اتصال بسفينة بنفسج ونقل رسالة لها من الرئيس داود لنج، كان المقترح الذي تضمنته الرسالة التي وصلت عرض البحر عن طريق مركب تابع للبحرية البريطانية، قد حدد ميناء صُور، مكتب رئيس الجمارك الملكية هو نقطة الاجتماع. نُقل بعد ذلك خبر تم تداوله بين البحارة والأقاويل بين الأهالي بأن بنفسج رفضت دعوة داود لنج وعرضت عليه بالمقابل لقاءها في عرض البحر، لم تشترط أي سفينة، تركت الخيار للممثل الإنجليزي دون الدخول في التفاصيل، مكتفية بأن مثل هذا اللقاء يجب أن يكون في عرض البحر. بعدها أدرك الإنجليز من خلال معلوماتهم ومصادرهم الخاصة، أن بنفسج منذ أن وطئت قدماها السفن منذ سنين لم تر اليابسة على الإطلاق”
تلك هي العوالم التي ولدت منها عوالم أخرى حافلة بالتطورات التي عادة تفرزها الصراعات والحروب مع موروث هائل من السحر والشعوذة التي طالت القبائل والسلاطين والقراصنة الذين اجتمعوا في بوتقة حرب الرق، تلك هي البداية لعالم اليوم حين بدأت حرب البنفسج القديمة، لتلحق بها حرب البنفسج الثانية اليوم، وما يجري بين قطر والعالم حول الإرهاب والتدمير والقرصنة العصرية وتفكيك الدول هي الصورة المتقنة للاحتقان وأين سيؤدي”
1868″
لفظت شمس أغسطس المستعرة أنفاسها الأخيرة ونزعت عنها خيوطها الذهبية المتهدجة تحت أفق البحر الراكد كسجادة فارسية قديمة بالية انسلت أطرافها وبدت كخيوط المشط الخشبي المتهرئ، أطلت مدينة صور الساحلية من بين أنياب الغيوم السوداء تتنفس الهواء الساخن عبر رئتيها المنتهكتين من هول الحرارة الدبقة ورائحة البحر وعفن الأسماك النافقة المتكدسة على طول الساحل الذي بدا يعج بالسفن الخشبية العملاقة، وقد خلت من الحركة ولاحت كأنها مهجورة منذ أزلٍ غير محدود. كان الصمت قد جثم على المدينة المسترخية كناقة هزيلة بركت على الأرض تلفظ لعابها مستسلمة لنهايتها المحتومة. على بعدٍ من رأس المرفأ الذي أطبق عليه الوجوم، انتصب ضابط البحرية الملكية البريطانية الرئيس داود لنج“
حرب البنفسج في الطريق من دار الفارابي قريباً.
*بين المزدوجين مقتبس من الرواية.
from WordPress دار لوتس للنشر
via IFTTT
Comments
Post a Comment