رواية احمد جمعة في القائمة الطويلة “يسرا البريطانية”

رواية احمد جمعة في القائمة الطويلة “يسرا البريطانية”

Picture 096

دخلت رواية “يسرا البريطانية” دائرة السباق  للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب ضمن عدد من الأعمال العربية المنافسة، فقد اعلنت ادارة

جائزة الشيخ زايدللكتاب عن القائمة الطويلة للمرشحين في فرع “الآداب” أمس

أبوظبي 21 ديسمبر 2016 – أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب القائمة الطويلة للمرشحين في دورتها الحادية عشرة، حيث اشتملت القائمة الخاصة بفرع الآداب على 12 عملاً من أصل 274 عملاً (نصوص سردية وشعرية) ينتمى مؤلفوها إلى 29 دولة،   تعود الغالبية العظمى منها إلى مصر وسوريا والمغرب والأردن والسعودية ولبنان والعراق والإمارات وتونس إضافة الى هولندا وكندا والنرويج والمملكة المتحدة وارتيريا والسويد واستراليا وبلجيكا.

تضم القائمة الطويلة في فرع (الآداباثني عشر عملاً،  صدر ثلاثة منها عن دار الساقي في بيروت وهي: رواية “خريف البراءة” للكاتب اللبناني عباس بيضون (2016)، ورواية “منتجع الساحرات” للكاتب السوداني أمير تاج السّر (2015)، ورواية “ألواح” للكاتب اللبناني رشيد الضعيف (2016)، بالإضافة الى إصدارين من إصدارات الدار المصرية اللبنانية في القاهرة، هما رواية “أن تحبك جيهان” للكاتب مكاوي سعيد – مصر (2015) ورواية “في فمي لؤلؤة” للكاتبة الإماراتية ميسون صقر (2016).

كما تضم القائمة الطويلة روايتين من منشورات المركز الثقافي العربي في الدار البيضاء هما “خيط الروح” للكاتب والأكاديمي المغربي مبارك ربيع (2015)، و”لعبة المغزل ” للروائي الإرتيري حجي جابر (2015).

أمّا باقي الأعمال فقد توزّعت كالآتي: ديوان شعر “السوريّون” للشاعر  التونسي المنصف الوهايبي، من إصدارات دار آفاق برسبكتيف للنشر بتونس (2016)، ورواية “جائزة التوأم” للكاتبة العراقية ميسلون هادي ، من منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت (2016)، ورواية “يسرا البريطانية” للإعلامي والكاتب البحريني أحمد جمعة، من منشورات الفارابي – بيروت (2015)، ورواية “الظهور الثاني لابن لعبون” للكاتب الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل ومن اصدارات نوفا بلس للنشر والتوزيع – الكويت (2016) ، وأخيراً ديوان شعر “مطر سرّي” للشاعر  الأردني/الفلسطيني زهير أبوشايب من إصدارات الأهلية للنشر والتوزيع – عمّان ( 2016).

وكانت جائزة الشيخ زايد للكتاب أعلنت في بيانات صحفية سابقة القوائم الطويلة في فروع: التنمية وبناء الدولة ، والفنون والدراسات النقدية، وأدب الطفل ،والمؤلف الشاب، والترجمة ، لتعلن خلال الأسابيع القادمة عن العناوين  الخاصة بالقائمة الطويلة في فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى

ما هي قصة يسرا البريطانية؟يسرا البريطانية 2 18-5-2015 - Copy

تغيير العالم بالقوة وإحداث الفرق في الكون، كان ذلك هو المصير الذي ارتبطت بها وسارت على بساط من الجمر، كائنات تقتات على الموت لتصل للحياة وتقتات على الحياة لتدخل نطاق الموت، سلاسل من الكمائن لابد من عبورها للنجاة في النهاية ولكن ما هي التكلفة؟

يسرا القرمزي أو يسرا البريطانية، حكاية تروي مسافة طويلة لرحلة شاقة تعبرها الفتاة العربية بنت منطقة الزبير بالعراق والتي امتدت دروب ليست معبدة منذ نعومة أظافرها مرت خلالها بالحرب العراقية الايرانية ثم  بحربي الخليج تحرير الكويت وإسقاط صدام حسين ثم بالحرب الرابعة مع الارهاب عبر داعش والقاعدة….

مرت بالعواصم المختلفة انطلاقاً من الزبير بالبصرة في العراق، مروراً سوريا، لبنان، البحرين، دبي، بريطانيا، سويسرا، مرة أخرى العراق ثم أربيل بشمال العراق.

بدأت رحلة العذاب لاجئة في بريطانيا ثم حملت الجنسية البريطانية لتحارب في عاصفة من الملايين تدفقت عليها حتى تستقر في قلب الزلزال الارهابي الذي وضعها في زنزانة انفرادية منتظرة حكم الاعدام من التنظيم المسلح الذي تورطت فيه أو معه.

رواية شاقة تقع في 408 صفحة من الحجم المتوسط تروي تلك الرحلة السندبادية  لفتاة اختطفها فخ البريق العالمي، مال وسهرات وفنادق ثم براري وصحارى وخرائب لتقبع وسط كائنات لا تؤمن إلا بالموت طريق لتحرير الذات، تعبر من خلاله بالتنظيمات المسلحة والمطارات وبالعمل في الفنادق وصحبة الخطرين من الرجال الذين يقودون تغيير العالم بالقوة والخداع ونصب الفخاخ.. كيف لها أن تتعايش مع هذه الشبكة المنفلتة من العنف والسياسات المتلاحقة كأمواج المحيط؟

 

 [من الزبير إلى حلب إلى البحرين ودبي وحتى بريطانيا ثم كردستان، هل وقعت في يد داعش وخرجت؟ أم كان هناك قدر رسم لها تحولاً إلى فخ نصبته المخابرات؟]

عرفت أن الخطوط الحمراء موجودة في كل مكان من هذه الدنيا، لكنها لم يُخيل لها أن هناك عرشاً من الرماح ينتظر جلوسها عليه لأيام، تتحمل جبالاً من المشاعر المنذرة بالرعب القادم، سمعت عن المحاكم الثورية والعسكرية الميدانية السريعة، لكنها لم تتصور أن هناك من ذهب من النساء والرجال وحتى الأطفال للإعدام، لمحت في ساعة صفاء ذهني نادرة شبح نجوى القطان فوق سطح الدار تنشر الملابس المغسولة على الحبل، ومن بينها البذلة العسكرية لجبار الشريف، تراءى لها طيف لطفلة صغيرة تقف على بعد خطوات من المرأة تتطلع للزي العسكري، فترى فيه شموخ الرمزي لشيء يبعث إحساساً لم تدركه ساعتها، لاح لها الآن على مقربة من الموت، ساد الصمت أيامها التالية وهي محتجزة في حجيرة مكتظة بالنمل والحشرات، يعلوها سقفاً خشبياً، ينبعث منه الغبار طوال الوقت ويسبب لها السعال المتواصل، وصلت المكان عبر ناقلة كبيرة محملة بالمواد عبرت بها الطريق معصوبة العينين لم تعرف شكل من كان يرافقها على الناقلة ولا هويته ولا العدد، باستثناء صوت رجل كان يسعل بين فترة وأخرى

 تروي حكاية يسرا  عن جبار الشريف القرمزي

تتناول الرواية تطور قصة يسرا المرأة الزبيرية ذات الأصول والجذور “النيادة”: مع مراحل تحولاتها

  • يسرا القرمزي
  • يسرا البريطانية
  • يسرا الإرهابية

ومحطات عبورها خلال الرحلة الممتدة عبر سنوات الجمر من الزبير إلى حلب إلى الحدود اللبنانية، السورية، التركية، والعراقية مرورا بالبحرين ودبي ولندن

 

مقطع من الرواية:

 

أفاقت على وقع أقدام عند الفجر، وقبل بزوغ الشمس، فُتح الباب وهي ما كادت تغط عينيها بعد ساعات طويلة من أرق مزمن، كسر صرير الباب الخشبي سكون الفجر، ولامست أقدام الرجل أرض الحجرة، نفضت عنها الغطاء القطني المهلهل والمزركش وجلست القرفصاء وسط صمت الرجل الذي بدا وجهه منتفخاً من النوم، نظر إليها وقال متسائلاً.

 “ألم تسمعي أذان الفجر، كالعادة تغطين في النوم كالميتة؟

 “ما المتعة في تكرار كلمة الموت” بدا على وجهها الذعر من هيئة الرجل الواقف كالصنم لا يتحرك فيه أي جزء من جسمه، حتى عينيه بدتا جاحظتين لا ترمشان ولا مرة كأنهما عينان زجاجيتان “ماذا يحمل معه لي في هذا الفجر المظلم فجأة؟
خرج عن صمته وقال بنبرة آمرة.

 “قومي اغتسلي وصلي الفجر، سنأخذك في جولة، لقد انتهت إقامتك هنا
فجأة سمع دوي انفجار على بعد، تلاحقت أنفاسها وبدأت ترتجف من البرد وظلت حبيسة المكان كأنها لم تسمع الرجل الذي نهرها بلهجة شديدة آمرة، خارت قواها، لم تستوعب الموقف، مازال يغلبها النعاس والإرهاق.

 “هل سيعدمونني؟

 “لا ليس اليوم

هناك إعدام إذن

على بعد ساعتين وصلت الشاحنة لبناية داخل المدينة المهدمة بفعل القصف، وهي تنقل عدداً من الرجال الملتحين من دون أن يحملوا بنادق أو بنادق آلية كما كان الحال في المرة التي جيء بها إلى المكان، لم تُعصب عينيها هذه المرة، رأت خلال الساعتين المنصرمتين طرق وعرة وشوارع مرصوفة وبنايات وسيارات مدمرة، لكن البلدة التي دخلتها لم تكن بها أية كثافة سكانية، ظهر بعض الصبية يعبرون الطرقات وانتشرت بعض القطط والكلاب الضالة، وبرزت براميل القمامة مهشمة أو محترقة فيما غطت النفايات بعض زوايا الطرقات وأغلقت أغلب المحال أبوابها وبدت المدينة أقرب ما تكون إلى الهدنة، راقبت كل تلك المناظر لعلها تتبين المكان لكن أحدهم من فرط ثرثرته مر على ذكر القائم “عدت قريبة من الهدف، لعنة على هذا الزمن، مرة أقترب ومرة أبتعد” عندما توقفت الناقلة بالقرب موقف للسيارات هبط الجميع باستثنائها، أشار لها السائق بالانتظار، ظلت لأكثر من خمسة وثلاثين دقيقة حتى وصلت سيارة صغيرة، هبط منها أحد المسلحين الملثمين واقتادها للسيارة وانطلق بأقصى سرعة بعد أن عصب عينيها، في البداية ساد صمت تخلله صوت محرك السيارة الجيب، ثم تسلل صوتها معطوباً ينم عن حزن داخلي عميق تحمله نبرة مكسورة.




from WordPress دار لوتس للنشر
via IFTTT

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!

?What is the story of the British yusra