اعتذار للمواطنين
اعتذار
للمواطنين
اعتذر للأخوة
والأخوات البحرينيين الذين فاتهم قطار الغنى وفرصة الترقي وحظ العمر في الحصول على
أرض او شراء منزل او بنائه، أو هذا او ذاك من الفرص التي عادة ما تكون حلم أي
مواطن في أي من دول العالم ، وبالنسبة لنا نحن البحرينيين مقارنة باخواننا
واخواتنا في دول مجلس التعاون ، حقيقة وبكل ثقة ومن دون شك فاتنا قطار العمر من
دون ان نتطلع إلى تحقيق منزل المستقبل او سيارة العمر او شراء ارض بقصد بناءها للأولاد
، وبالتالي ما على البحريني اليوم إلا التطلع إلى شقة تمليك وسيارة كورية صغيرة
وراتب يكفيه لمنتصف الشهر هذا طبعاً ان كان محظوظاً ومن اصحاب المعاشات الثقيلة
وليس بو مئتين او ثلاث.
هذا الاعتذار
الذي قدمته في بداية هذه السطور نيابة عن الحياة الصعبة التي قفزت فيها الالتزامات
والظروف والاراضي والايجارات والسلع الضرورية واسعار الادوية واسعار الحليب وبقية
الخدمات إلى ارقام قياسية لتتحول مملكتنا الخليجية من حيث الغلاء والوضع المعيشي و
الخدماتي إلى ما يشبه الوضع في دول الغلاء الصناعية كباريس ولندن وطوكيو ، غير ان
تلك الدول تختلف الحياة فيها اذ ان المواطن هناك يعيش في رفاهية متناهية من حيث
الراتب والامتيازات والضمانات وغيره من وسائل العيش التي لا تصل إلى حرمان أي
مواطن من تحقيق أدني حلم له مثل العشاء في فندق خمس نجوم أو السفر في رحلة استجمام
إلى الخارج، اليست هذه الاحلام من حق أي مواطن اسوة بغيره من المواطنيين وخاصة
الخليجيين من حولنا؟
هناك اليوم
مظاهر تحولت فيها البحرين وخلال سنوات قليلة إلى مكان صعب للعيش فيه ، فهذه اسعار
الاراضي ترتفع بشكل اسطوري لا يعلم احداً مداه وإلى متي ؟ وكيف ستكون الصورة بعد
عشرين سنة من الآن ؟
وهذه اسعار
الايجارات ترتفع هي الاخرى بمعدل شهري أي انك تشهد في كل شهر قفزة جديدة في اسعار
الايجارات، تماماً مثل الاراضي.
من جهة اخرى لم
يستفد المواطن مباشرة من الطفرة النفطية حتى حلت الأزمة النفطية بل على العكس دفع
ثمنها من خلال تآكل اطراف الطبقة المتوسطة، صحيح انه تم الاستفادة من هذه الطفرة
في تجديد الشوارع وإقامة الجسور والإنفاق على البنية التحتية ، الا ان كل ذلك لم
يحل مشكلة المواطن اليومية مع الغلاء او مع ارتفاع واختفاء الاراضي بسبب ارتفاع
اسعارها او عبر تدني مستوي المعيشة نظراً لحالة التضخم التي يرشح كثير من
الاقتصاديين إلى انها سوف تتضاعف خلال السنوات القادمة ان لم يكن هناك استراتيجية
منذ الآن مبنية على تخطيط من شأنه ان يوقف قطار التضخم.
هناك اليوم
تحديات كبيرة وهائلة تواجه المجتمع البحريني وتهدد بزيادة المصاعب حتى المشكلات
الاجتماعية كالجرائم من خلال تعقد الحياة المعيشية، وبينما المفترض ان تكون هناك
من الآن دراسات وبحوث واستراتيجيات ، كل ما نراه ان السلطة التنفيذية وحدها من
يعمل باجتهاد،اما السلطة التشريعية المنتخبة من الشعب وتمثل الشعب والمنوط بها
معالجة هذه هذه التحديات، اقول انه للأسف الشديد في خضم هذا المحيط الهائج
بالتحديات كل ما يهم هذا المجلس العتيد هو سن قانون يمنع المص والمضغ والوشم
وزيادة رواتبهم وتقاعدهم اعتذر للأخوة والأخوات من المواطنين على هذا الحظ
العاثر.
Comments
Post a Comment