حال المواطن وغموض المستقبل
حال المواطن وغموض المستقبل
احمد جمعة
أيهما أسبق الأمن أو الرخاء؟
طبعاً لا هذا
ولا ذاك ولهذا يصبح الانسان حائراً في عالمنا العربي كلما انتقل نظام عربي من هذه
الخانة الى تلك في معرفة الأفضل للمواطن، فبعض الدول العربية التي انتقلت من هذه
الخانة الى تلك أصبح المواطن فيها يلوم الاثنين فلا هو عاش سعيداً في عصر
الدكتاتورية ولا هو عاش مرفهاً في عصر الديمقراطية وهذا يذكرنا بروما القديمة التي
كانت سعيدة وتعيسة في نفس الوقت فحين كانت روما القوية الصارمة والصلبة التي لا تلين كان الانسان فيها مرفهاً
ويستند الى حائط الرخاء الذي كانت تفتقده الأمم وعندما تراخت قبضة روما وانفتحت
على العصر وعلى العالم وأصبحت فيها الحرية
مطلقة للجميع ضاع الأمن وفقد الانسان الشعور بالقوة والأمان والاستقرار ولهذا بدت
روما عشية انهيارها الدولة القوية من الخارج والضعيفة من الداخل.
اليوم تمتلئ المنطقة من حولنا بالمليشيات الشيعية
والسنية المتطرفة،وتحاصرنا شبكة صاروخية مضادة للصواريخ في منطقة الخليج من سلالة
باتريوت التي تذكرنا بحرب العراق وحرب تحرير الكويت وحرب اسقاط نظام صدام وحرب
السنوات الغامضة التي جرت فيها كل هذه الحروب من دون ان نعلم ما هو موقفنا ولا ان
كنا رابحون او خاسرون ولا ان انتصرنا او خسرنا كل ما نعرفه هو من سيدفع الثمن؟ لا
نعرف ما يجري من حولنا سوى حزمة حروب تعم المنطقة، من جانب آخر هناك حالياً حراك
في المنطقة تتأرجح كفة الرخاء الداخلي للدول بهاجس الأمن الخارجي للدول فبين
التهديد بشن الحروب وبين الازمة في الاقتصاد والمال التي تطال الدول ولا يسلم منها
المواطن يصبح من العسير الاختيار فهذا هو الأمن الذي لا مساومة عليه من حيث حفظ
الدول الخليجية من الاختراق وهناك هاجس المواطن في العيش برخاء ومستوى لائق مثلما
كان الحال في الماضي وعندما اتسعت رقعة الرخاء في بعض الدول الخليجية أصبحت هناك
شرائح وتيارات لها مصلحة في تخريب الأمن وزعزعة الاستقرار في الدول الخليجية من
دون ان تدرك هذه الشرائح مصلحتها ومصلحة الدول التي تعيش فيها فهي مستعدة للتخريب
على غرار علي وعلى أعدائي وللأسف الشديد يبدو التهاون في معالجة هذه الشرائح أمرا
خطيرا ويستدعي الانتباه خاصة وان هناك
تهديدات اقليمية غامضة بشأن المنطقة تطلقها بعض الدول ولسان حالها يقول هو الآخر
علي وعلى أعدائي فالى أين يقودنا ذلك كله؟
انها إرهاصات وتعقيدات لا يدرك كنهها المواطن العادي
ويعلم بنتائجها الكبار فقط الذين يلعبون لعبة خطيرة قوامها زعزع الأمن وخرب الوحدة
الوطنية وفرق حتى تسد.
لا أريد الاسترسال في تفاصيل هذه الخفايا الدقيقة
والصعبة التركيب وكل ما اخلص اليه انه في ظل هذه الدوامة من الارهاصات التي تلفنا
لابد من الانتباه لكل حركة والى كل خطوة
والى كل همسة لا تعبر عن وحدة الوطن
وسلامته في ظل هذه التعقيدات الغامضة، فما يرسم وما ينظم للمنطقة يبدو أكبر بكثير
مما يدور في العلن وكل ما يهمنا اليوم نحن الفقراء في المعلومات المطالبة المستقبل،
لا نعرف حتى الآن ما الذي يعنيه ذلك لأن المجهول بات واضحا جدا وعلينا حماية
أنفسنا قبل الخوض في موضوعات لا نعرف ماذا تحمله من مخططات خاصة ان الأمر وصل الى الحديث عن زرع
المنطقة بمنظومة صواريخ مضادة للصواريخ.. صدق من قال المخني أعظم.
Comments
Post a Comment