بيان للمكتب السياسي بجمعية ميثاق العمل الوطني قراءة حول الأوضاع الراهنة
بيان للمكتب السياسي
بجمعية ميثاق العمل الوطني
قراءة
حول الأوضاع الراهنة
بدء ذي بدء يود المكتب السياسي بجمعية
ميثاق العمل الوطني، أن يبارك الانتصارات العظيمة التي حققتها عاصفة الحزم
المباركة وحملة الأمل في اليمن الشقيقة وانقاذه من براثن الايرانيين وأعوانهم
الحوثيين ويعزي أسر شهدائنا في دول حملة الحزم والأمل.
هذا ويؤكد المكتب السياسي، أن الحراك السياسي
والركود الذي تشهده الساحة السياسية على صعيد الجمعيات السياسة له ابعاده وخلفياته
وأسبابه التي أدت لهذا الركود والدخول في التفاصيل بحاجة لدراسة معمقة تركز على
العوامل المسببة لهذا والتي جاءت نتيجة الأخطاء والممارسات وانعدام المسئولية في
مواجهة الملفات الوطنية الشائكة بعدم مبالاة وكأن الوطن لم يتعرض لمحنة.
اننا نرى اليوم الملفات الأساسية
المطروحة على الساحة هي:
ملف الأمن والاستقرار
ملف الارهاب المستمر من سنوات
ملف الوضع الاقتصادي والمالي
ملف السلطة التشريعية وسلبيتها في
التعاطي مع هذه الملفات
ملف رفع المستوى المعيشي للمواطن
ملف الجمعيات السياسية ودورها الفعال
في ظل الشلل الذي تعانيه.
كل هذه الملفات بعد أكثر من أربع
سنوات من محنة الانقلاب الوفاقي المهزوم
يطرح السؤال: أين وصلنا ؟ وماذا أنتج المشروع الوطني ؟
ان القراءة الواقعية لمسيرة السنوات
الماضية تطرح الانطباعات والأفكار المتعلقة بنتائج هذه القراءة وفي مقدمتها اخفاق
الجمعيات السياسية جميعها في التعاطي مع هذا الوضع.
ان ألديمقراطية مفردة سحرية اختزلت
أكثر من نصف قرن تحدثنا عنها من قبل المجتمع بكل تياراته وطبقاته وبعض الفئات
والشرائح منه، ومنها النخب المثقفة والمتعلمة وقسم من الطبقة التجارية تضررت
مصالحها نتيجة الارهاب وعدم الاستقرار وبذات الوقت لم تسهم بشيء من اجل دعم الاستقرار
الذي تحتاجه هذه الطبقة التي كان يفترض أن تدافع عن المكاسب الاقتصادية وإن لم تكن
هذه المكاسب تشكل طموحاتها فعلى الاقل تساهم بدفع عجلة الاقتصاد كما تفعل الفعاليات
التجارية في الدول المجاورة.
أما على الصعيد السياسي والحراك
السياسي والجمود الذي ضرب الساحة السياسية فهي مسئولية السياسيين الذين جرفتهم
السياسة بعيداً عن الهم الوطني وبدلاً من الاسهام ببرنامج سياسي يخدم المجتمع
غرقوا في مستنقع السياسة الاستهلاكية اليومية وهنا نستعير منذ عام 1820 هذا النص
لسان سيمون الذي يتحدث حينذاك في سبيل أخلاق جديدة وهي مبادئ في السياسة.
(هناك في كل الأزمنة ولدى جميع الشعوب،
توافق ثابت بين المؤسسات الاجتماعية والمفاهيم الأخلاقية، بحيث ينتفي معه أي شك
بوجود علاقة سببية بين الأخلاق والسياسة، والواقع أن السياسة هي محصلة علم الأخلاق
الذي يقوم على معرفة القواعد التي ينبغي أن تسود العلاقات القائمة بين الفرد
والمجتمع، ليكون كلاهما سعيداً إلى أقصى حد ممكن،
فليست السياسة إذن إلا علم ما هو هام من هذه القواعد ليكون من المفيد
تنظيمها، وتكون في الوقت نفسه على قدر كافِ من الوضوح والشمول بحيث يغدو تنظيمها
أمراَ ممكناَ . وهكذا تتفرع السياسة من علم الأخلاق، وما مؤسسات شعب من الشعوب إلا
نتائج أفكاره ).
أين من ممارسات السياسيين اليوم عندما
تنتزع الأخلاق من أي حراك سياسي لنشهد هذه الفوضى الغوغائية التي امتدت حتى صفوف
القاعة البرلمانية سواء من حيث الأداء الفكري الفقير أو عبر الإخلال بأبسط قواعد
ولوائح العمل البرلماني وهي حالة تجسد بحرفية الممارسات السلبية التي تأخذ في
الاعتبار المرحلة الحساسة التي تمر بها
البلاد، لقد انزلقنا مع مفاهيم الديمقراطية إلى هذا المستوى من الانحدار الذي
جعلنا مشغولون بالسياسة ونسينا أمن واستقرار البلد ولم نعد نرى حتى ما وصل إليه
جيراننا من دول المنطقة من تقدم في كافة
الميادين والمجالات وتخلفنا عن مواكبة التنمية والازدهار الذي كنا وانغمسنا
في سيل المقترحات والرغبات النيابية التي بلغ ذروتها بمناقشة موضوع الأوشام في وقت
تعاني فيه البلد من الارهاب والتخريب المنظم للاقتصاد.
إقصاء الآخر، نبذ فكر الآخر، استمرار
الارهاب، التهديدات الايرانية، الهجمة الاعلامية، تحجيم رأي الأقلية، عدم الاعتراف
بحقوق الآخرين، وهذا يتسجد في قيام البلدية بنزع بنارات وطنية من الشوارع حول شهداء
الواجب فيما نرى من جانب آخر اعلانات طائفية ومذهبية تملأ الشوارع، ان فرض ارادة
الارهاب على الشوارع وفي القرى والإطاحة بالعقل لصالح الخرافة يتناقض مع المشروع
الوطني، كما صور البعض لأنفسهم أن بإمكانهم هزيمة الحكومة وفرض أجندتهم عليها.
نعود إلى مسألة التغيير الذي طرأ على
الساحة منذ أن ولد المشروع الوطني ونتأمل ماذا حققت ما يسمى بالمعارضة من كل السيل
من حراكها التخريبي؟ ونسأل: ماذا حققت الجمعيات الوطنية بعد أدائها المتميز أبان
المحنة وبعدها اصيبت بالشلل؟ لابد من طرح هذه الأسئلة حتى نكسر هذا الصمت والجمود
ونفهم اسبابه وحيثياته وعوامل نموه.
ما تسمى المعارضة فقدت صفة الواقعية وفقدت
حينها العقلانية وسقطت في حالة انعدام الوزن التي تسبق عادة الانحدار الذي يقود
الى متاهة ثم الانتحار بسبب ممارساتها منذ اكثر من عشر سنوات لم تتعلم ولا درساً
من الدروس التي سقطت فيها جميعاً، لقد رأينا كيف قاد هذا الانفلات اللاعقلاني دولاً كسوريا وليبيا واليمن والعراق قبل أن
تتحرك عاصفة الحزم الى نهاية محتومة, ولا كنا سنقارن وضعنا بوضع هذه الدول لا قدر
الله لو لم يكتب لنا النجاة بفضل الشرفاء في هذا الوطن وبفضل درع الجزيرة ومن تلين
له الصعاب.
منذ فترة، أصدرت الجمعيات المؤزومة،
بيانا أعلنت فيه عدداً من الملاحظات والانطباعات بلغة خطابية إنشائية مع عدد من
الأخطاء اللغوية خلصت فيه إلى أن هناك وضعا يمكن ان يخرج البلاد من الأزمة
على حد تعبير البيان وذلك عن طريق
المصالحة الوطنية، هذا البيان احد نكات هذه الجمعيات التي ما زالت تعيش في كوكب
آخر، فغني عن القول، إن الأجواء السياسية في أي بلد هي حصيلة عدد من الظروف
الناشئة عن عناصر بعضها موضوعية وبعضها ذاتية، ومثقفو اليسارية والولائية يدركون
مضمون هذه العناصر وعليهم أن يتعلموا تفكيك عقدة الصراعات وما ينشأ عنها من تطورات لاحقة، لقد اخفقوا حتى
في قراءة تطورات الساحة المحلية
والاقليمية والدولية.
والآن نصل لحال المواطن في ظل ما يجرى
على الصعيد المعيشي في ظل أزمة النفظ،، هل على المواطن البحريني ان يدفع ثمن
الديمقراطية التي كلفت البلد الكثير من الموازنة ولم تجلب سوى الارهاب؟ إننا أمام
فلسفة سياسية تقود إلى الكفر بالديمقراطية على
مستوى إنسان الشارع العادي الذي لن يفهم تداعياتها عليه.بمثل ما هي عليه في العالم إذا ما عاش ضمن هذا المشهد الذي تتجاذبه من جهة
شعارات سياسية متشددة وبين جهة
برلمانية عملت لمجرد عامين من اجل أن
ينتهي عملها بالمطالبة باستحقاقات مالية تفوق طاقة البلاد وبالتالي هل يمكن أن نصدق أن البلاد قادرة على تحمل مثل هذين الطريقين؟
وإذا أخذنا بعين الاعتبار الفلسفة التي يقوم عليها أداء النواب وعملهم في المجلس
وأخذنا أيضا بعين الاعتبار استمرار
الارهاب والتخريب واستشهاد رجال الأمن والليالي حبلى، بالآتي، والذين خبروا
الليالي وهي حبلى يدركون مضمون المفاجآت التي تحملها.
من بين الذين يخططون للمستقبل هناك
نفر من النخبة سواء كانت في الصفوف الرسمية أو الأهلية أيديهم على قلوبهم كلما تراخت
الأحداث وانسابت بين هذه المتاريس المنشورة على طرق ومفاصل التغيير وكأنها تذكر،
بأن ليس فقط الأرض كروية وإنما البحرين هي الأخرى كروية.
لماذا؟
تدور بنا الأحداث عاما بعد عام ودقيقة
بعد دقيقة ونرى في الأفق تحديات هنا وهناك ولكن من منا يأخذ هذا الدوران مأخذ الجد
ويتعامل مع أولوياته باعتبارها مسكونة بثقل الآتي من منعطفات وبعضنا لا يلتفت
لشحنات الأحداث وهي تتناثر من حولنا دون ان نراها من خلال منظور شخصي هو أقرب إلى
روح الاندثار منه إلى المتيقظ للأحداث.
شعوب تعمر وأمم تتغير وهناك آفاق
مجهولة تنتظرنا لا نحسب لها حساب سواء من الليالي الآتية أو تلك المخبأة في
المجهول ولم توعد بعد بالأسرار.
مجتمع هذه الجزيرة على رغم صغرها مليء
بالأسرار والألغاز، وهناك همس وهناك ثرثرات وبين هذه وتلك تدور الأسرار حول ما
يتعلق بالمستقبل ويدفن البعض ثرثرته في المجالس والمقاهي والفنادق وهذا يخلط
الأوراق تحت الطاولات وفوقها بدليل أن الليالي لم تعد كالليالي والمفاجآت هي سيدة
الساحة.
عندما نعيش في ظل الأمزجة وعندما يغيب
التخطيط وتحاصر الانفعالات التصريحات الفالتة من الألسن لم يعد الوثوق بالكلمات له
مغزى حينما تحولت الكلمات إلى مشانق تخنق أصحابها بالمواقف الجامدة والمثلجة فحين
تهادن تصادم أكثر وحينما تفسر، تعقد أكثر، وتتحول الممارسات إلى شرائح من نسيج
عنكبوتي يلتف حول الوطن والمواطن فلا تقدر على التحرك في دائرة قطرها لا يتسع لنفس
من الوعي الذي انحدر أكثر فأكثر عما كان عليه قبل نصف قرن مضى.
صعب جداً في هذه الدائرة المحيط بها
نخب تحسب نفسها قادرة على التخطيط وعلى التفكير ولكنها عاجزة عن معرفة ما في بطن
الليالي من أخبار، ولا نستثني هنا رسميين وأهليين عندما يشتركون في خلط أوراق
اللعب ، ويحتارون أي الورق صالح للعب؟، وتبدو هنا سخرية الأمور.
ان المكتب السياسي بجمعية ميثاق العمل
الوطني يرى من خلال بصيص الأمل في التحول المستقبلي في خضم التحديات والأخطار
المحدقة في المنطقة والواضح من خلال التحركات السريعة الايقاع التي تجري في
المنطقة،وتحضر لأمر ما قوي وذو طابع انقلابي اقليمي، في ضوء التدخل الروسي الذي
خلط الأوراق، الجبير من موسكو لجنيف للقاهرة، وهاموند وزير الخارجية البريطانية من
الرياض إلى البحرين، وفرنسا تدعو للقاء في باريس يستثني ايران و روسيا، والرئيس
السيسي يزور المنطقة، وسط كل ذلك فان الميثاق تشد وتآزر عملية الحزم و الأمل التي
أعادت هيبة دول مجلس التعاون والعملية التي تحتاج لكل الدعم والمساندة وتطالب دول
المجلس بالحذو حذو دولة الامارات العربية المتحدة التي كرست كل ماكينتها الاعلامية
وإمكانياتها في هذا المجال لتوضيح الصورة للمواطن الخليجي بعكس الاعلام البحريني
الذي غاب عن دوره في اعطاء المشاركة البحرينية
التآزر الذي يتناسب مع المشاركة الفعلية والتي تمثلت صورتها الناصعة في
استشهاد عدد من جنودنا البواسل في المعارك هناك، ان من يتابع القنوات التلفزيونية الاماراتية
أبوظبي بكافة قنواتها سيرى الفرق والأمر لا يتعلق هنا بالإمكانيات المالية بقدر ما يتعلق بالإرادة الفعلية للآلة
الاعلامية.
عاشت مملكتنا
الغالية وحفظها الله من كل شر وعاشت وحدتنا الخليجية آملين لها الاكتمال بالوحدة
الخليجية الكاملة
Comments
Post a Comment