القرد الأعمى..
القرد الأعمى..
احمد جمعة
هل تقبل ايران أن
يتدخل حزب سلفي أو اخواني في شئونها الداخلية من خلال اقامة مركز داخلي لخلايا
سلفية تدعم السنة في ايران ؟ ما مصير أي سلفي أو اخواني ستقبض عليه السلطات
الايرانية بتهمة التحريض ضد الدولة الايرانية الشيعية لنشر الدعوة السلفية؟ ما
مصير أي خلية سلفية يلقى القبض عليها في طهران وتقوم على نشر الدعوة السلفية
السنية؟ اذن لنقس الأمر بهذا الشكل فعندما تتدخل ايران والخلايا الايرانية في
السعودية وفي البحرين وفي أي مكان بدعوى دعم الطابور الخامس فهذا الأمر غير مقبول
لا للدولة ولا للشعوب في المنطقة ومن الغريب ان هذا الموقف المنطقي والعقلاني الذي
يرفض مثل هذا التدخل فات فهمه أو هضمه من قبل التيار المسمى بالمعارض في البحرين
وهو تيار اصيب بالعمى حينما لم ير في التدخل الايراني اساءة لما يسمى بالمعارضة ،
ومن المفارقات ان هذه المعارضة غير المقبولة من قبل التيار الشعبي تدعي انها تمثل
التيار الشعبي، أي معارضة في العالم تدعي انها تمثل الشعب وفي نفس الوقت نرى الشعب
يرفضها بل وفي بعض المناسبات يقوم بتدمير مقراتها ورفع العرائض الشعبية المطالبة
بغلق مقراتها وهذا ما حدث لبعض الجمعيات
السياسية وفروعها في البلاد ورغم ذلك لم يدفع ذلك هذه الجمعيات لمراجعة مواقفها
وقراءة تطور الوعي الشعبي وتغير المزاج الجماهيري الذي كان قبل 14 فبراير قابل
بهذه الجمعيات بل ومتعاطف مع بعضها ومقتها فيما بعد بدرجة غير مسبوقة توازي درجة
الكراهية.
ألم تسأل هذه الجمعيات ومن ينتمي اليها انفسهم
لماذا اصبحنا ممقوتين بهذه الدرجة ، طبعاً الجمعيات التي لا تضم سوى ثلاثة اعضاء..
هذه لا تسال هذا السؤال لأن الجمهور البحريني لا يعرف عنها شيئاً ولا تمثل لديه
سوى صفر وبالتالي ليس أمام الجمعيات السياسية التي ما انفكت تصدر البيانات وعلى
استحياء تحاول في كل مرة تقدم تنازل هنا وتنازل هناك من أجل العودة الى مكانتها
السابقة عند الرأي العام الشعبي الذي لفظها بعد المحنة وما استغرب له انه بعد هذه
المحاولات المتذبذبة ورغم تعدد البيانات والدعوات والنداءات والاقتراحات ابتداء من
بيان المنامة الى البيانات الثنائية والثلاثية والرباعية وغيرها من الكتابات الرثة
الحزينة التي تغلفها طبقات الغبار الستينيوالسبعيني من القرن الماضي فان هذه
الجمعيات المحنطة لم تتوصل بعد الى ان ايران وراء كل ما يحدث من توتر واحتقان
وتوتير الاجواء وكأنها القرد الهندي الاعمى والأصم والأبكم الذي لا يرى ولا
يسمع ولا ينطق، فبعد ان تم تسليم الخلية
الارهابية من دولة قطر الى البحرين وبعد الاعترافات المتكررة فان الجمعيات
الليبرالية!!!!! ما زالت في ذيل الوفاق تهيم بخيال واهن بالربيع العربي، فهل هذا
هو زمن العمى الذي يرى يفرق فيه المرء شروق الشمس من غروبها؟ وليت اقتصر الأمر على
ذلك فما زالت هذه الجمعيات تطالب بالعودة الى الحوار فبعد شهور كاملة من الحوار
معها وبعد خروج المتحاورين بمرئيات هي الآن محل التنفيذ، وها هي الجهات التي
يعنيها الأمر تعمل على تنفيذ مرئيات الحوار كل فيما يخصه ،في هذا الوقت تصحو ما
يسمى بجمعيات المعارضة وتخرج لتعلن
عن رغبتها في الحوار .. أرجوكم اخبروني باني لا أحلم وأن هناك كان حوار توافق وطني
جرى في البحرين ، لأن الجمعيات السياسية المسمى بالمعارضة تتحدث عن حوار.
وبدلاً من ان تفتح
هذه الجمعيات افقها ووعيها وعينيها على حقيقة المؤامرة التي فضحتها تدخلات ايران ،
تخرج الجمعيات السياسة بدعوة للحوار يا
سبحان الكريم..هل رأت الجمعيات السياسية ذلك وهل سمعت هذا الخبر ؟ ام انها في وادٍ
والناس في واد آخر .. هل مر خبر الخلية على أسماع الجمعيات السياسية
الليبرالية!!!!!!؟
Comments
Post a Comment